Les arrières pensées de l’appel pour l’ adoption des caractères arabes en Algérie pour l’écriture de Tamazight
Source :
http://membres.lycos.fr/tamurqbaylit/
خلفيات الدعوة إلى كتابة الأمازيغية بالحرف العربي
بقلم: جعفر مسعودي
بعد خطاب الرئيس بوتفليقة الذي بث في اﻟ 12 مارس 2002، عاد مشكل الأمازيغية من جديد ليطرح نفسه بحدة على الساحة الوطنية. فمن الشخصيات و عامة الناس من اعتبروا الإعلان عن ترسيم الأمازيغية كلغة وطنية مجرد ذر الرماد في الأعين ومنهم من هللوا معتبرين قرار الريس مكسبا عظيما للأمازيغية ومنهم أخيرا- كالإسلاميين الذين اعتادوا النفاق - من رحبوا بالفكرة لكن بتقييدها بالشروط..
في هذه المساهمة سأركز على الفئة الثالثة وسأحاول مستعملا أمثلة من الواقع، الكشف عن النوايا الخفية في الدعوة إلى كتابة الأمازيغية بالحرف العربي.
أولا، ما تجدر الإشارة إليه هو أن المعربين - أمازيغيين كانوا أو عربا- لم يهتموا أبدا بالتأليف بإحدى لهجات الأمازيغية مستعملين الحروف العربية. طبعا هناك بعض المحاولات في بعض المناطق الناطقة بالأمازيغية كوادي مزاب، لكنها تبقي محاولات خجولة، غير منتظمة وغير منشورة ليتعرف عليهما الجمهور الوسع. فالقارئ إذن يفتقد تماما إلى كتب وصحف ومجلات مكتوبة بالحرف المذكور، مما لن يشجع على تعلم الأمازيغية حتى و لو اعترف بها كلغة وطنية بل و رسمية. ثانيا، المعربون – بعضهم بسبب عدم اهتمامهم باللغويات و بعضهم بنية إخفاء الحقائق – لم يقوموا إلى يومنا هذا بأية دراسة علمية للأمازيغية. فلو فعلوا لكشفوا للناس بأن الأمازيغية لها خصوصيات فونولوجية تجعلها غير قابلة للكتابة بالحرف العربي. فعلى سبيل المثال، الأمازيغ يفرقون بين حرفي "ج" الاحتكاكي الممدود والانسدادي الممدود، مما يميز العبارتين "جّيغ" و "جّيغ" اللتين تعنيان حسب الترتيب "شفيت" و "تركت". غير أن الألفباء العربي لا يحتوي على الحرف الذي يرمز إلى الصامتة الاحتكاكية المذكورة، مما يخلق إبهاما كبيرا في العبارتين المشار إليهما أعلاه.
و إذا حاولنا إدخال أي تعديل على الحرف المعني، ليناسب النطق الأمازيغي، فسوف يواجهنا مشكل أكثر تعقيدا : فالحروف العربية مثقلة بالرموز المميزة (signes diacritiques)، مما يجعل إحداث تغييرات في هذه الحروف من المستحيلات. ترى ما هو الرمز الذي يمكن وضعه على حرف "زّ" التفخيمي الممدود، زيادة على الشدة و الفتحة، لكتابة ما دلالته "غرست" الذي يختلف عن "زّيغ" الذي يعني "درت" ؟ أما إذا تخلينا عن التشكيل لفسح المجال لاستعمال الرموز الأخرى، فسوف يتعقد المشكل أكثر مما كان عليه سابقا، لأن الكلمات حينئذ ستكون قابلة لعدة قراءات مما يزيد من حالات الغموض، فتبقى اللغة الأمازيغية عاجزة عن إيصال الرسالة بوضوح بواسطة المكتوب-المقروء، فينفر الناس من استعمالها.
مشكل تعديل الحروف لم يطرح نفسه بنفس الحدة عندما تبنى الفرانكفونيون الألفباء اللاتيني لكتابة الأمازيغية. و هذا يعود إلى أن حروفه أصلا مجردة من الرموز المميزة، مما سهل من تعديلها لتلاءم النطق الأمازيغي. إذن فاختيار الألفباء هذا لم يتم لاعتبارات سياسوية، كما يزعم أولئك الذين يتربصون بالأمازيغية، و إنما تمّ لليونة حروفه و توفرها في آلات الطبع الحديثة، مما يمنح للغة الأمازيغية كل الفرص للتطور بسرعة.
زيادة على هذا، و خلافا للمعربين، اهتم المفرنسون – جزائريون و فرنسيون – اهتماما بالغا بالأمازيغية لغة و أدبا. فمنذ أن وطأت أقدام الفرنسيين الجزائر و مثقفوها – مدنيون و عسكريون – يقومون بدراسات علمية حول الأمازيغية و الناطقين بها. و من مدارس فرنسية تخرّج جزائريون – معظمهم من القبائل أمثال بوليفة، مولود معمري، و سالم شاكر – ليمشوا من على آثار و من بجانب باحثين فرنسيين متألقين أمثال Foucauld, Basset, Dallet, Delheur, Lhot. و لقد توجت مجهودات هؤلاء بطبع عدد هائل من القواميس من نوع فرنسي- أمازيغي أو العكس، كتب نحوية و فونولوجية، مجلات جمعت فيها حكايات شعبية و أشعار و مجلدات تضمنت دراسات و بحوث حول المجتمع الأمازيغي. فاليوم إذن أصبح الرصيد من المطبوعات عن الأمازيغية باللغة الفرنسية أو / و باللغة الأمازيغية المكتوبة بالحرف اللاتيني المعدل هاما إلى درجة أن التخلي عنه يعتبر انتحارا للغة الأمازيغية.
إذن، و بناءا عما سبق غرضه، نستطيع القول بأن الهدف وراء الدعوة إلى كتابة الأمازيغية بالحرف العربي إنما هو وضع عراقيل لسد الطريق أمام مناضلي الأمازيغية للحيلولة دون تحقيق مبتغاهم المتمثل في تثبيت لغتهم و توحيد نمط كتابتها. و بعبارات أخرى، يقصد بتلك الدعوة إحداث ارتباك في أوساط الشعب فيما يخص مسألة اختيار نوع الحرف، مما يحول دون تحقيق ترقية الأمازيغية إلى صف اللغات الوطنية و الرسمية، لأن هذا يرتكز أساسا على عوامل ثلاثة هي : أولا الكتابة، ثانيا توحيد نمط الكتابة، ثالثا توحيد اللهجات انطلاقا من استعمال إحداها – أي أكثرها شيوعا و اسبقها إلى الكتابة – كلغة الجميع، كما حدث في كثير من البلدان
Source :
http://membres.lycos.fr/tamurqbaylit/
خلفيات الدعوة إلى كتابة الأمازيغية بالحرف العربي
بقلم: جعفر مسعودي
بعد خطاب الرئيس بوتفليقة الذي بث في اﻟ 12 مارس 2002، عاد مشكل الأمازيغية من جديد ليطرح نفسه بحدة على الساحة الوطنية. فمن الشخصيات و عامة الناس من اعتبروا الإعلان عن ترسيم الأمازيغية كلغة وطنية مجرد ذر الرماد في الأعين ومنهم من هللوا معتبرين قرار الريس مكسبا عظيما للأمازيغية ومنهم أخيرا- كالإسلاميين الذين اعتادوا النفاق - من رحبوا بالفكرة لكن بتقييدها بالشروط..
في هذه المساهمة سأركز على الفئة الثالثة وسأحاول مستعملا أمثلة من الواقع، الكشف عن النوايا الخفية في الدعوة إلى كتابة الأمازيغية بالحرف العربي.
أولا، ما تجدر الإشارة إليه هو أن المعربين - أمازيغيين كانوا أو عربا- لم يهتموا أبدا بالتأليف بإحدى لهجات الأمازيغية مستعملين الحروف العربية. طبعا هناك بعض المحاولات في بعض المناطق الناطقة بالأمازيغية كوادي مزاب، لكنها تبقي محاولات خجولة، غير منتظمة وغير منشورة ليتعرف عليهما الجمهور الوسع. فالقارئ إذن يفتقد تماما إلى كتب وصحف ومجلات مكتوبة بالحرف المذكور، مما لن يشجع على تعلم الأمازيغية حتى و لو اعترف بها كلغة وطنية بل و رسمية. ثانيا، المعربون – بعضهم بسبب عدم اهتمامهم باللغويات و بعضهم بنية إخفاء الحقائق – لم يقوموا إلى يومنا هذا بأية دراسة علمية للأمازيغية. فلو فعلوا لكشفوا للناس بأن الأمازيغية لها خصوصيات فونولوجية تجعلها غير قابلة للكتابة بالحرف العربي. فعلى سبيل المثال، الأمازيغ يفرقون بين حرفي "ج" الاحتكاكي الممدود والانسدادي الممدود، مما يميز العبارتين "جّيغ" و "جّيغ" اللتين تعنيان حسب الترتيب "شفيت" و "تركت". غير أن الألفباء العربي لا يحتوي على الحرف الذي يرمز إلى الصامتة الاحتكاكية المذكورة، مما يخلق إبهاما كبيرا في العبارتين المشار إليهما أعلاه.
و إذا حاولنا إدخال أي تعديل على الحرف المعني، ليناسب النطق الأمازيغي، فسوف يواجهنا مشكل أكثر تعقيدا : فالحروف العربية مثقلة بالرموز المميزة (signes diacritiques)، مما يجعل إحداث تغييرات في هذه الحروف من المستحيلات. ترى ما هو الرمز الذي يمكن وضعه على حرف "زّ" التفخيمي الممدود، زيادة على الشدة و الفتحة، لكتابة ما دلالته "غرست" الذي يختلف عن "زّيغ" الذي يعني "درت" ؟ أما إذا تخلينا عن التشكيل لفسح المجال لاستعمال الرموز الأخرى، فسوف يتعقد المشكل أكثر مما كان عليه سابقا، لأن الكلمات حينئذ ستكون قابلة لعدة قراءات مما يزيد من حالات الغموض، فتبقى اللغة الأمازيغية عاجزة عن إيصال الرسالة بوضوح بواسطة المكتوب-المقروء، فينفر الناس من استعمالها.
مشكل تعديل الحروف لم يطرح نفسه بنفس الحدة عندما تبنى الفرانكفونيون الألفباء اللاتيني لكتابة الأمازيغية. و هذا يعود إلى أن حروفه أصلا مجردة من الرموز المميزة، مما سهل من تعديلها لتلاءم النطق الأمازيغي. إذن فاختيار الألفباء هذا لم يتم لاعتبارات سياسوية، كما يزعم أولئك الذين يتربصون بالأمازيغية، و إنما تمّ لليونة حروفه و توفرها في آلات الطبع الحديثة، مما يمنح للغة الأمازيغية كل الفرص للتطور بسرعة.
زيادة على هذا، و خلافا للمعربين، اهتم المفرنسون – جزائريون و فرنسيون – اهتماما بالغا بالأمازيغية لغة و أدبا. فمنذ أن وطأت أقدام الفرنسيين الجزائر و مثقفوها – مدنيون و عسكريون – يقومون بدراسات علمية حول الأمازيغية و الناطقين بها. و من مدارس فرنسية تخرّج جزائريون – معظمهم من القبائل أمثال بوليفة، مولود معمري، و سالم شاكر – ليمشوا من على آثار و من بجانب باحثين فرنسيين متألقين أمثال Foucauld, Basset, Dallet, Delheur, Lhot. و لقد توجت مجهودات هؤلاء بطبع عدد هائل من القواميس من نوع فرنسي- أمازيغي أو العكس، كتب نحوية و فونولوجية، مجلات جمعت فيها حكايات شعبية و أشعار و مجلدات تضمنت دراسات و بحوث حول المجتمع الأمازيغي. فاليوم إذن أصبح الرصيد من المطبوعات عن الأمازيغية باللغة الفرنسية أو / و باللغة الأمازيغية المكتوبة بالحرف اللاتيني المعدل هاما إلى درجة أن التخلي عنه يعتبر انتحارا للغة الأمازيغية.
إذن، و بناءا عما سبق غرضه، نستطيع القول بأن الهدف وراء الدعوة إلى كتابة الأمازيغية بالحرف العربي إنما هو وضع عراقيل لسد الطريق أمام مناضلي الأمازيغية للحيلولة دون تحقيق مبتغاهم المتمثل في تثبيت لغتهم و توحيد نمط كتابتها. و بعبارات أخرى، يقصد بتلك الدعوة إحداث ارتباك في أوساط الشعب فيما يخص مسألة اختيار نوع الحرف، مما يحول دون تحقيق ترقية الأمازيغية إلى صف اللغات الوطنية و الرسمية، لأن هذا يرتكز أساسا على عوامل ثلاثة هي : أولا الكتابة، ثانيا توحيد نمط الكتابة، ثالثا توحيد اللهجات انطلاقا من استعمال إحداها – أي أكثرها شيوعا و اسبقها إلى الكتابة – كلغة الجميع، كما حدث في كثير من البلدان